Sunday, February 16, 2014

إليها ..

يا صغيرة
و بعد ..
مضت أيام لم أكتب لك فيها ..
إشتقت إليك ..
كنت زاهدا في الكتابة ، و رائحة الورق لم تعد تغريني
فمنذ رحيلها و الكلام يتكرر في دفتري
- قررت اعتزال القلم في تلك الليلة  - ليلة القمر المكتمل و برد الشتاء في خضره
و اعتناق اي شي قد يشفيني
كسجارتي ، او الطرقات الطويلة الخالية.
و لكن اشتدت بي الحياة و ها أنا اكتب لك مرة أخرى .



ما أريد أن أخبرك اليوم
أن التقسيمات الكتابية لا تعنيني بشيء 
هذا شعر و ذاك نثر ، لا يهم
و حكم الناس لا يعنيني بشيء أيضا
فأنا لم اختر القلم و الورق
بل هما اختاراني 
بُترت قدمي ، و قُص لساني ..
فأرتديت القلم
و صرت اركض بين خطوط الورق
اهجو هذا و ارثي ذاك 
أصف هذه و اعشق تلك
و الناس تحكم
" الناس ستحكم في كل الاحوال " 
..هناك من قال عاشق منحرف
و هناك من قال مجرد عاشق اخر و مضى ، 
رابطا مصيري بمصير الهيمانين السابقين
و كأنه هو من كتب قدري
في كل الاحوال ما عليك سوى ان تضعي كل أحكامهم السخيفة تحت قدميك و ترتقي بها . 


يا صغيرة 
إن كبرتي يوما ، إياك و الكتابة
فزمن الكتَّاب قد ولى
و إياك و الحب
فزمن العشاق قد ولى ايضا 

استمتعي بما تبقى لك من طفولة
قبل ان يحكمك مجتمعي بقطرة الدم تلك 
و خذي وقتك في تهجئة حروفي جيدا 
و خبئيها مع كل ما سبق من رسائل 
فلن تفهمي ما كتب فيها حتى تكبرين و تنضج دموعك . 

من المخلص دائما ..